دبي | المرصد | حكومات
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دبي من آمن مدن العالم، وقال سموه إنها مراقبة بأكثر من 300 ألف كاميرا على مدار الساعة، مشيراً إلى مشروع «عيون» للكاميرات ذات التقنية الذكية الذي تنفذه شرطة دبي.
كما وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «تحية إعزاز وتقدير لكل عين تسهر على أمن الوطن.. وكل جهد يصون إنجازاته ويحمي مكتسباته، ترسيخاً لأسباب رفعته وتقدمه وازدهاره»، مؤكداً سموه أن المنظومة الأمنية عالية الكفاءة – التي نجحت دولة الإمارات في توطيد أركانها، وأمدّتها بالمقومات كافة التي تمكنها من أداء رسالتها على الوجه الأكمل – تعدّ من أهم ركائز مسيرة التنمية الشاملة بالدولة، في ضوء الدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في حفظ مقدرات الوطن، وصون مكتسباته التنموية، وإنفاذ القانون، وضمان أعلى مستويات السلامة للمجتمع بمكوناته كافة، من مواطنين ومقيمين وكذلك الزوار، وفي مختلف الأوقات وضمن شتى الظروف.
جاء ذلك خلال زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، إلى مقر القيادة العامة لشرطة دبي، حيث كان في استقبال سموه ومرافقيه نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، والقائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، ومساعدوه، وعدد من مديري الإدارات العامة وكبار الضباط.
وثمّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنجازات شرطة دبي، والأجهزة الأمنية ودورها الوطني المشرف، وقال سموه: «الأمن ركيزة أساسية لتقدم المجتمع، ومطلب رئيس للتنمية، وضمانة مهمة لإنجاح أهدافها، ونحن مطمئنون أن مسؤولية حفظ أمن المجتمع وسلامة أفراده ومؤسساته، يحملها أبناء الوطن بكل اقتدار وأمانة وإخلاص».
وأثنى سموه على مستوى الأداء الرفيع الذي وصلت إليه شرطة دبي، بفضل الاستثمار المستمر في تأهيل الكادر الشرطي، من خلال أرقى برامج التدريب وتبادل الخبرات مع أكفأ الأجهزة الأمنية حول العالم، والحرص على اقتناء أحدث التقنيات الأمنية وأكثرها تقدماً وفاعلية، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة في تقديم خدمات نوعية للجمهور، وكذلك الحفاظ على أمن المجتمع والتصدي بكل حزم للجريمة بكل أشكالها، والاستفادة منها في إنجاح نهجها الاستباقي لمنع الجريمة قبل وقوعها، لتحافظ دبي على مكانتها بين أكثر مدن العالم أمناً وسلامة.
وأعرب سموه عن تقديره للدور المشرف الذي قامت به شرطة دبي، إلى جانب مختلف الأجهزة المعنية، في دعم جهود مكافحة جائحة «كوفيد-19»، وما قدمته من خدمات دعم وتسهيلات للمواطنين والمقيمين والزوار، وما شاركت به من إسهامات كان لها أثرها الواضح في إنجاح تلك الجهود، لاسيما خلال فترة تنفيذ برنامج التعقيم الوطني، ما سرّع من تنفيذ البرنامج في دبي، وأدى إلى عودة أغلب الأنشطة الاقتصادية والحياتية إلى طبيعتها خلال وقت قياسي بالمعايير العالمية.
وقال سموه: «تحية إعزاز وتقدير لكل عين تسهر على أمن الوطن، وكل جهد يصون إنجازاته ويحمي مكتسباته، ترسيخاً لأسباب رفعته وتقدمه وازدهاره».
وبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، زيارته لمقر القيادة العامة لشرطة دبي بتفقد مركز القيادة والسيطرة، حيث استمع لشرح حول النظام الآلي لتصنيف مناطق الاختصاص، الذي يضمن تحقيق سرعة الاستجابة للبلاغات وتقديم خدمات أمنية احترافية رفيعة المستوى بسرعة فائقة، بما يسهم في رفع مستوى الطمأنينة لدى جميع أفراد المجتمع.
ويعتمد النظام الآلي على أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل المعطيات، وإرسال نتائج التحليل تلقائياً إلى الدوريات الأمنية لتغيير منطقة تمركزها، كما يصنف النظام المناطق الرئيسة في الإمارة ويقسمها إلى وحدات (أ) و(ب) و(ج)، باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية أو الجيومكانية، حسب الأهمية الاقتصادية والسياحية والتجارية والكثافة السكانية. ويساعد النظام على تحديد المواصفات المطلوبة في الدوريات والموارد البشرية في كل وحدة، على حسب أهميتها، لتقديم خدماتها فيها بكل احترافية.
ويعمل النظام بشكل ذكي من دون تدخل بشري، حيث تتغير مهام الدوريات ومناطق الاختصاص وفق البيانات المرسلة إلى مركز القيادة والسيطرة، ويتم تحليلها وإعادة إرسالها إلى الدوريات الأمنية بتغير تمركزها ومتطلباتها الأمنية.
وقد أسهم النظام في تقليل زمن الاستجابة من ست دقائق و46 ثانية إلى أقل من ثلاث دقائق، في فترة زمنية قياسية، إضافة إلى أن النظام يمكنه توقّع الجرائم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحلل المعطيات والأرقام، وتعطي نتائج تكاد تطابق الواقع.
ودشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة، منظومة «الدرون بوكس»، وهي عبارة عن منصة لإطلاق الطائرات المؤتمتة بدون طيار في الإمارة، وتهدف إلى خفض معدل زمن الاستجابة للحالات الطارئة جداً من 4.4 دقائق إلى دقيقة واحدة، خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى الإسهام في الكشف عن الجريمة.
وتعد شرطة دبي واحدة من أولى الجهات الشرطية على مستوى العالم التي تطبق منظومة «الدرون بوكس»، كمستجيب للبلاغات الجنائية والمرورية، عن طريق محطات الـdrone box، وسيتم إطلاق المشروع في «إكسبو 2020 دبي»، على أن يتم توزيع الأنظمة بناءً على إحصاءات البلاغات في كل سنة، إلى أن تتم تغطية إمارة دبي بالكامل في 2025.
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى شرح حول مشروع «عيون»، الهادف إلى وضع نظم المراقبة بالكاميرات ذات التقنيات الذكية، ضمن منظومة أمنية متكاملة تحت إشراف شرطة دبي، بالتعاون مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص، وبدعم ومشاركة الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية، بهدف تعزيز قدرات الأجهزة المختصة على التعامل بكفاءة وفاعلية وحرفية عالية مع كل ما يخص أمن الفرد والمجتمع.
كما اطلع سموه على جهود شرطة دبي في مجال مكافحة المخدرات، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وإنجازاتها في ضبط المطلوبين الدوليين، مشيداً بجهود شرطة دبي في مكافحة عمليات تجارة وترويج المخدرات، وضبط تجارها على مستوى الإمارة والدولة.
وعقب الزيارة، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تغريدة على «تويتر» أعرب فيها عن رضاه عن الجهود التي تبذلها شرطة دبي.
وقال سموه: «خلال زيارتي لمقر القيادة العامة لشرطة دبي.. دشنت منصة Drone Box. وهي عبارة عن منصات لإطلاق الطائرات بدون طيار موزعة في الإمارة لخفض زمن الاستجابة للبلاغات الجنائية والمرورية، من 4.4 دقائق إلى دقيقة واحدة فقط. وسيتم إطلاق الخدمة خلال إكسبو القادم بإذن الله».
وأضاف سموه: «كما اطلعت خلال زيارتي على أنظمة الذكاء الصناعي، التي توزع الدوريات الأمنية في دبي حسب الأهمية الاقتصادية والسياحية دون تدخل بشري. واطلعت على مشروع (عيون) للكاميرات ذات التقنية الذكية. دبي مراقبة بأكثر من 300 ألف كاميرا على مدار الساعة، وهي من آمن مدن العالم».
ونوه سموه بالعاملين في شرطة دبي على اختلاف مواقعهم قائلاً: «تقديرنا وشكرنا لجميع كوادر شرطة دبي، وجهازها الأمني، وجهاز السلامة فيها. بفضل جهود رجال يعملون على مدار الساعة يدخل الناس بلادنا آمنين، وينام فيها مواطنونا مطمئنين، ويتدفق إليها المستثمرون وهم واثقون في تطبيق سيادة القانون على الجميع».
وأكد الفريق عبدالله خليفة المري انتهاج شرطة دبي سياسات ومبادئ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لضمان الوصول إلى توجهاتها الرئيسة الثلاثة في مدينة آمنة ومرنة، وإسعاد المجتمع والابتكار في القدرات المؤسسية، وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو تحقيق الحياة الكريمة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة.
وأضاف أن شرطة دبي حريصة على تسخير أحدث التقنيات ونظم الذكاء الاصطناعي، لتعزيز ورفع مستوى أداء خدماتها الأمنية والمجتمعية، ودعم كوادرها الوطنية بالعلوم والمعارف والأدوات اللازمة لتمكينهم من تأدية المهام المنوطة بهم على الوجه الأمثل، مؤكداً أن أثر السياسات التي تنتهجها شرطة دبي، انعكس جلياً على منظومة عملها، وتقلدها مراكز ريادية خلال السنوات الماضية، ما جعلها نموذجاً يحتذى في العمل الشرطي الاحترافي.
وقال المري إن مرتكبي الجريمة اليوم باتوا يتخذون من التكنولوجيا وسيلة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود وتسخير الطاقات، ليس فقط لمواجهتهم والكشف عن جرائمهم والقبض عليهم، وإنما لتحقيق الاستباقية ومنع وقوع الجريمة، مؤكداً أنهم يتبنون في عملهم استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، أول مشروع في المنطقة والعالم أطلقه سموه ضمن مئوية الإمارات 2071.