دبي | المرصد | مناخ
أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التزام دولة الإمارات بتحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص مستقبلية للجيل القادم، واستعداد الدولة للعمل عن قرب مع الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي والقطاع الخاص لتحقيق نقلة نوعية في الاستجابة العالمية للتغير المناخي.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن هناك فرصاً اقتصادية كبيرة تنطوي عليها عملية مكافحة التغير المناخي.
وفي كلمته خلال قمة القادة التي عُقدت عن بُعد حول المناخ واستضافتها الولايات المتحدة الأميركية، أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات، رغم كونها منتجاً رئيساً للنفط، اتخذت قراراً استراتيجياً قبل 15 عاماً بالاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا منخفضة الكربون.
ونوّه سموه بالتقدم الكبير الذي حققته دولة الإمارات في قطاع الطاقة النظيفة، وقال: «لدينا اليوم محطتان للطاقة الشمسية من بين الأكبر عالمياً، ونعمل على إنشاء محطة ثالثة ستكون أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، كما تستضيف دولة الإمارات المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)».
وعن جهود الإمارات ودعمها لنشر الطاقة النظيفة والمتجددة عالمياً، قال سموه: «استثمرنا في مشاريع ناجحة للطاقة المتجددة في 70 دولة حول العالم عبر قروض ميسرة، لأننا نؤمن أن هذا النوع من الطاقة يشكِّل المستقبل الأمثل للبشرية».
وأشار سموه إلى أن الإمارات تعتبر الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في تطبيق تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وأن قطاعها النفطي هو الأقل على مستوى العالم في الانبعاثات الكربونية.
وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن مشاركة دولة الإمارات مع مجموعة من الشركاء الفاعلين لإطلاق مشروع الابتكار الزراعي للمناخ، وهي مبادرة جديدة لدعم البحث والتطوير والابتكار في أنظمة الغذاء على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي ختام كلمته شدّد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للعمل من أجل المناخ بوصفه قضية مُلحَّة وتحدياً عالمياً كبيراً، وقال سموه: «إن تغير المناخ ليس قضية مؤقتة بل تحدٍّ عالمي مستمر، وإذا لم تعمل الدول كافة كفريق واحد للحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة فستكون الكلفة أكبر بكثير مستقبلاً.. دولة الإمارات ملتزمة بنهج التعاون والعمل المشترك من أجل المناخ.. إننا اليوم أمام فرصة عالمية جديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، ونحن نتطلع إلى العمل معاً لنتمكن جميعاً من الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يولدها هذا التحدي».
وتُعدُّ قمة القادة للمناخ محطة أساسية قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف (COP26) في غلاسكو خلال نوفمبر المقبل، إذ تهدف إلى زيادة الفرص لتحقيق نتائج عملية ملموسة في العمل المناخي العالمي خلال المؤتمر.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن هناك فرصاً اقتصادية كبيرة تنطوي عليها عملية مكافحة التغير المناخي.
وقال بايدن أمس، خلال قمة المناخ عبر الإنترنت التي نظمها مع عشرات من رؤساء الدول والحكومات في العالم، إن مكافحة أزمة المناخ توفر فرصة لخلق ملايين الوظائف ذات الأجر الجيد في جميع أنحاء العالم، منها على سبيل المثال التوسع في نقل الكهرباء أو مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف بايدن أن خلق فرص عمل يقع أيضاً في قلب برنامج البنية التحتية الواسع الذي اقترحته الولايات المتحدة.
وأوضح بايدن مجدداً أن الولايات المتحدة تريد استعادة القيادة في حماية المناخ.
وقدّم بايدن الشكر لرؤساء الدول والحكومات في القمة لالتزامهم بحماية المناخ، مشدداً على أن هذه القمة «هي البداية».
وتعرض بايدن صراحة لخطاب سبق وألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «»في خطاب القمة يوم الخميس وعلى الرغم من النزاعات السياسية العديدة بين روسيا والغرب، وصف بوتين حماية المناخ كعنصر اتصال بينهما وحث على الكفاح ضد ظاهرة الاحتباس الحراري«».
ووصف بايدن رسالة بوتين بأنها «مشجعة»، قائلاً إن الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل مع موسكو بشأن هذه القضية.
وكشفت دولة الإمارات، والولايات المتحدة الأميركية، بدعم من المملكة المتحدة والبرازيل والدنمارك وإسرائيل وسنغافورة وأستراليا والأوروغواي، عن «مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ»، وذلك خلال قمة القادة للمناخ التي عقدت أمس، افتراضياً برعاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
وجاء إطلاق المبادرة خلال كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة، والتي شدد فيها على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للعمل من أجل المناخ بوصفه قضية ملحة وتحدياً عالمياً كبيراً.
ويأتي إطلاق المبادرة استجابةً لما يشهده عالمنا اليوم من زيادة مستمرة في عدد السكان، والحاجة المتزايدة لإنتاج الغذاء، في وقت تسهم فيه تداعيات تغير المناخ على الحرارة والطقس، بالإضافة إلى التأثيرات الموسمية على الممارسات الزراعية، في دفع الكثير من المزارعين نحو حافة الفقر، الأمر الذي يتطلب تطوير تقنيات وأساليب جديدة مبتكرة لتمكين القطاع من التعامل مع تحديات تغير المناخ.
كما يسهم القطاع الزراعي بنحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، ويعد كذلك واحداً من أكثر القطاعات عرضةً لتأثيرات تغير المناخ.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي: «تولي دولة الإمارات أولويةً قصوى للابتكار العالمي في مجال إنتاج الغذاء، وذلك نظراً لاعتمادها إلى حد كبير على الواردات الغذائية، ومن خلال مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، سنعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا الآخرين لتحفيز الاستثمار وتعزيز الالتزام في هذا القطاع، تماماً كما فعلنا في قطاع الطاقة».
وتعليقاً على هذه المبادرة، قال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون التغير المناخي: «تفخر الولايات المتحدة بأن تطلق هذه المبادرة الرائدة للابتكار الزراعي للمناخ مع دولة الإمارات والعديد من الشركاء الداعمين الآخرين. وخلال زيارتي الأخيرة إلى الإمارات، دهشت بالحلول والممارسات المبتكرة التي يتم تطبيقها في التعامل مع تحديات الغذاء والمناخ».
وأكدت وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي، مريم بنت محمد المهيري: «أن دولة الإمارات تتبنى نهجاً واضحاً تجاه تعزيز أمنها الغذائي وفق أسس مستدامة تتبنّى التكنولوجيا الحديثة والابتكار كمنهج عمل في استراتيجياتها الوطنية للأمن الغذائي، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تطبيق تكنولوجيا الزراعة الحديثة والمضي قدماً في منظومة متكاملة للبحث والتطوير بما يخدم إيجاد حلول للتحديات الغذائية».
من جانبه، قال توم فيلساك وزير الزراعة الأميركي: «يسعدني أن تشارك الولايات المتحدة في إطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، التي تسعى لتحقيق هدف بالغ الأهمية يتمثل في تسريع وتيرة الابتكار الزراعي العالمي من خلال تكثيف جهود البحث والتطوير، وتسليط الضوء على الحلول الزراعية المستندة إلى البيانات العلمية من أجل الحد من تداعيات تغير المناخ والتكيف معه».
من جانبه، قال ألوك شارما، رئيس الدورة الـ26 لمؤتمر الدول الأطراف (COP26): «ترحب المملكة المتحدة بالمقترح الجديد بين الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة بشأن الابتكار الزراعي كمساهمة إيجابية في جهود رئاسة مؤتمر الدول الأطراف COP26 حول الطبيعة، حيث تعتبر الاستثمارات في تكنولوجيا الزراعة ضرورية لتحفيز الابتكار اللازم لبناء المرونة ومواجهة تداعيات التغير المناخي وعكس مسار الخسائر في التنوع البيولوجي».
وسيتم إطلاق «مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ» رسمياً خلال الدورة الـ26 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ ( COP 26) في نوفمبر 2021، حيث تسعى المبادرة إلى بناء تحالف أوسع لتحفيز المزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير الزراعي.
كما تؤكد المبادرة أهمية الاستثمار في الابتكارات والبحث والتطوير في مجال الزراعة وتحسين الطرق والوسائل المتبعة حالياً، وتوفير سبل جديدة ومستدامة لزيادة الإنتاج الزراعي، وزيادة المداخيل.