ابو ظبي | المرصد | متابعات
شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، المحاضرة الرمضانيةا لثانية لمجلس محمد بن زايد لهذا العام، والتي عقدت عن بُعد، تحت عنوان «تعزيز الصحة والسلامة عالمياً.. صحتنا وسلامتنا في تآزرنا»، إذ أكدت خلالها وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، أن «هناك نظريات كثيرة تقول إن جائحة (كوفيد-19) ما هي إلا مقدمة لجائحات أخرى قادمة، مشيرة إلى أن (إكسبو 2020 دبي) الذي سيكون أول حدث عالمي في مرحلة ما بعد الجائحة، سيعمل لمدة ستة أشهر وبمشاركة العالم، على مواجهة التحديات العالمية، عبر مبادرات وبرامج مصممة لنشر الأفكار والحلول التي ستحدد مسار المجتمع الدولي، إذ ستضع 65 دولة ومنظمة دولية الصحة موضوعاً رئيساً في أجندة مشاركتها في (إكسبو 2020)، حيث ستسعى إلى خلق شراكات والإسهام في الحوار العالمي بشأن هذا القطاع وتحدياته».
وسلطت المحاضرة الضوء على أهمية ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتراحم الإنساني لتحقيق الصحة العالمية، بجانب التحديات التي تواجهها الصحة في العالم والمبادرات والحلول المبتكرة التي تسهم في الوصول إلى الميل الأخير من كل مرحلة من مراحل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ حياة الإنسان من الأمراض وسرعة تحقيق الأهداف المنشودة.
شارك في المحاضرة وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، وعالم في مجال الأوبئة وناشط في المجالات الإنسانية والخيرية، الدكتور لاري بريليانت، ومدير عام مكتب فخر الوطن، الدكتورة مها بركات، والرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء»، الدكتور طارق القرق، ومدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، عبدالله الغفلي، ومدير مكتب الشؤون الاستراتيجية في ديوان ولي عهد أبوظبي، نصار المبارك.
وخلال المحاضرة أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أن الجميع يتفق على كون الصحة هي أغلى ما يمتلكه الإنسان، ومن هذا المنطلق وبفضل من الله ثم القيادة أصبح المجال الصحي سواء على مستوى المرافق أو التشريعات جزءاً أساسياً من التنمية والتطور في دولة الإمارات.
وقال سموه: «إن الجائحة أثبتت أنه لا يمكن مواجهة الأمراض والأوبئة في العالم إلّا من خلال التعاون والعمل الجماعي المشترك، لذلك الأمل كبير في مواصلة الجهود الدولية لإيجاد أرضية قوية للتحرك والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول والتآزر في ما بينها لمواجهة أي تحديات صحية مستقبلية».
فيما عُرض خلال الجلسة مقطع فيديو تناول جهود الإمارات والمبادرات الإنسانية العالمية في مجال القضاء على الأمراض المدارية المهملة وشلل الأطفال وغيره وبلوغ الميل الأخير لإنجاح الجهود التي تبذل في هذا المجال، وقالت خلاله ريم الهاشمي: «إن 130 مليون مصاب وثلاثة ملايين شخص فقدوا حياتهم بسبب (كوفيد-19) ومن ضحايا هذه الجائحة أيضاً كانت الأنظمة الصحية حول العالم، فقد كشفت الجائحة ضعف هذه الأنظمة، ليس من الجانب التقني فحسب بل بينت عمق الفارق وعدم المساواة في تقديم خدمات الرعاية الصحية».
وأضافت أن «الجائحة كشفت لنا أن الأمراض التي تهدد معيشة الأفراد والمجتمعات واقتصاداتهم هي مؤشرات إلى تحدٍ أكبر ألا وهو بلوغ الميل الأخير، وهناك نظريات كثيرة تقول إن (كوفيد-19) ما هو إلا مقدمة لجائحات أخرى قادمة، وهو واحد فقط من أمراض عالمية أخرى تشكل تحدياً لأنظمتنا الصحية وتهدد سبل العيش وتضعف المجتمعات، وتؤثر على المستوى الاقتصادي للدول وفق البنك الدولي».
وقالت الهاشمي: «إن الإمارات أدت دوراً رائداً ليس في تقديم الدعم المادي فقط بل المعرفي والمهارات والمساعدة في إطار منصات دولية عدة، من أهمها (إكسبو 2020 دبي) الذي سيكون أول حدث عالمي في مرحلة ما بعد الجائحة، سيعمل لمدة ستة أشهر وبمشاركة العالم، على مواجهة التحديات العالمية، عبر مبادرات وبرامج مصممة لنشر الأفكار والحلول التي ستحدد مسار المجتمع الدولي».
وأضافت الوزيرة: «كما احتضنت معارض إكسبو السابقة اكتشافات وحوارات أثرت في مسار البشرية.. يسعى إكسبو 2020 دبي إلى تقديم رؤية عالمية صادقة مبنية على حقائق تستطيع أن تفتح بوابات الفرص للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، لاسيما وأن 65 دولة ومنظمة دولية وضعت الصحة موضوعاً رئيساً في أجندة مشاركتها في إكسبو 2020، حيث ستسعى إلى خلق شراكات والإسهام في الحوار العالمي بشأن هذا القطاع وتحدياته».
ووجّه سموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، سؤالاً خلال المحاضرة للوزيرة ريم الهاشمي، قال فيه: «إن الاهتمام بالتعاون الدولي في مجال الصحة كان نسبياً في ظل انتشار جائحة (كورونا)، فكيف يمكن تعزيز هذا التعاون وجعله أقوى ومستمراً حتى بعد الجائحة؟»، فأجابت الوزيرة بالقول: «إن التعاون الدولي في ظل (كوفيد-19) لابد أن يكون مبنياً على أسس ومبادئ سامية ونحن في الإمارات، كانت كل مبادرة تطلق مبنية على قيم التسامح التعايش والتآخي، هذه القيم التي تحدد وترسم الشخصية الإماراتية، وفي ظل أزمة عالمية نرى دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها ترسل 2000 طن من المساعدات الطبية إلى أكثر من 130 دولة، في إطار سعيها إلى نشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر».
كما وجّه سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، سؤالاً آخر بشأن مكافحة مرض الجدري عامة، وكيفية التعامل مع جائحة مثل «كوفيد-19» خاصة، فأجابه عالم الأوبئة الدكتور لاري بريليانت: «هناك نوعان من الدروس، أولهما الدروس التقنية التي تعلمها من القضاء على الجدري، وثانيهما الدروس البشرية، فالدروس التقنية هي أنه لا يمكنك السيطرة على مرضٍ معدٍ ما لم نتمكن من تحديد مكانه وتطويقه، وفي حالة الجدري كونه مرضاً يسهل تمييزه لأنه يظهر على الوجه يمكنك الاستجابة عن طريق عزل الناس، ومن خلال توفير احتياجات المصابين من المال والطعام حتى لا يضطروا إلى مغادرة العزل، ثم يمكنك تطعيمهم، وهذا هو الدرس الوبائي أن التطعيم مهم، وكذلك الاستجابة والسرعة مهمتان».