دبي: المرصد، متابعات
عقد مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، الأربعاء، اجتماعه الأول، لمناقشة ورسم التوجهات والأطر العامة لتعزيز مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360” التي وقعت عليها الإمارات كأول دولة عالميا بالشراكة الاستراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي وذلك بهدف تسخير إمكانات الابتكار التكنولوجي والتقنيات المتطورة لتسريع الاقتصاد الدائري.
يضم المجلس نخبة من القيادات والخبراء من القطاعين العام والخاص بغرض رسم السياسات والاستراتيجيات اللازمة لنجاح المبادرة وتحقيق الاستفادة منها في القطاعات كافة، ويأتي في مقدمة أعضاء المجلس الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي لشركة التحالف من أجل الاستدامة العالمية، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي وسعادة عبدالله بن طوق، الأمين العام لمجلس الوزراء، الذي يقوم بدور حلقة الوصل مع المنتدى الاقتصادي العالمي، إضافة إلى نخبة من المسؤولين رفيعي المستوى من مختلف مؤسسات الدولة .
وخلال الاجتماع، الذي سيعقد مستقبلا بشكل ربعي، ناقش المجلس السبل الكفيلة بتجسيد هذه الشراكة على أرض الواقع عبر تبني تطبيقات تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة بما يشمل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الدائري وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية والحد من نسب التلوث بما يسهم إيجابيا في التزام الدولة وتوجهها الداعم لقضايا التغير المناخي.
وتندرج ضمن مهام المجلس محاور عدة، يأتي في مقدمتها صياغة الخطة الاستراتيجية لقيادة هذه الشراكة المهمة مع المنتدى الاقتصادي العالمي والتي تشكل نموذجا فريدا تعزز الدولة من خلاله دورها الرائد عالميا في نشر واستخدام الحلول المستدامة للمحافظة على الموارد الطبيعية في المجالات كافة، وعلى ذلك يركز المجلس على توفير الأطر الداعمة للاقتصاد الدائري، وتعزيز ريادة الدولة في مجال الابتكارات الاقتصادية والتكنولوجية بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071.
المبادرة تمنح الإمارات الفرصة لتحفيز التغير الاقتصادي العالمي.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية : ” يسعدني العمل مع مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، الذي يقوم بدور أساسي في التحول نحو اقتصاد مستدام ومتقدم .. من خلال مشاركتنا في مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري360” ومع الدعم الدائم من المنتدى الاقتصادي العالمي، فإننا نهدف إلى وضع دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة الاقتصادات الدائرية الأكثر تقدما في العالم .. تمنح مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360″ الفرصة للإمارات لتحفيز التغير الاقتصادي العالمي من خلال استعراض نهجها المتقدم في جذب المواهب وتطبيق أفضل الممارسات وصولا لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة”.
وأضافت الشيخة شما بنت سلطان: ” حان الوقت للحفاظ على الموارد وتقليل الاستهلاك وإنتاج منتجات صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير، ومن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى ضمان إعادة التدوير لاستخدام مواردنا بالشكل الأمثل والحفاظ على كوكب الأرض كمكان أكثر صحة وحيوية، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحدها، من المتوقع أن يوفر الاقتصاد الدائري مبالغ تصل إلى 138 مليار دولار بحلول عام 2030، ولذلك يجب أن نغتنم الفرصة لتوليد قيمة مضافة محليا من خلال تصدير المواد المعاد تدويرها”.
وتابعت : ” للوصول لهذا الهدف نحتاج لرؤية جهود أكثر تضافرا من القطاعين العام والخاص والقطاع المدني، وخاصة من منظور اتحادي، لضمان نجاح المشاريع التي تدعم الاقتصاد الدائري، وبالإضافة إلى ذلك، من المهم أيضا وضع سياسات تمكينية وأطر تنظيمية تشكل أساسا متينا لنظام إيكولوجي مبتكر يزدهر فيه الاقتصاد الدائري .. من خلال المبادرات المبتكرة مثل مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360″ يمكننا توفير قدر أكبر من الشفافية ومراقبة تدفقات النفايات، وبالتالي تشجيع التعاون بين مؤسسات البحث وتطوير آليات مالية لتمويل هذا القطاع الجديد الواعد والمربح”.
واختتمت الشيخة شما بنت سلطان بالقول: “ينبغي علينا هذا العام الوصول إلى معلمين هامين .. أولا، إطلاق استراتيجيتنا وسياستنا الوطنية المتعلقة بالاقتصاد الدائري، وثانيا، إطلاق “مجالس المستقبل العالمية”، حيث ستعمل الإمارات بنشاط مع أصحاب المصلحة الدوليين”.
المبادرة تسهم في تعزيز قدرات القاعات المختلفة للتعامل والتكيف مع التحديات.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ” إن الدور المهم الذي تلعبه منصةScale360 من شأنه المساهمة في تسريع تطبيق آليات ومعايير الاقتصاد الدائري في الدولة وتعزيز مرونة وقدرات التعامل والتكيف مع كافة التحديات، ما يمثل أحد العناصر الرئيسة في تحقيق الاستدامة على مستوى كافة القطاعات الذي تستهدفه دولة الإمارات ضمن رؤيتها 2021.” وأوضح معاليه أن المنصة منذ انطلاقها في 2019 حققت تقدما كبيرا في تمهيد الطريق أمام القطاعين الحكومي والخاص للاستفادة من فوائد توظيف التكنولوجيا الحديثة والحلول الابتكارية في كافة المجالات وبالأخص في التعامل مع النفايات، وتعزيز سلوكيات الإنتاج والاستهلاك المستدامين.
وأشار إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن مواكبتها لتحقيق توجه الدولة المتمثل في معالجة وإعادة تدوير 75% من النفايات البلدية الصلبة بحلول 2021، أعدت القانون الاتحادي للإدارة المتكاملة للنفايات والذي تم إصداره بشكل فعلي، وتعمل حاليا بالتعاون مع لجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة على الانتهاء من مشروع محطة معالجة النفايات البلدية الصلبة وإنتاج الوقود البديل في أم القيوين والتي تمثل نموذجا لآليات عمل الإدارة المتكاملة للنفايات، كما تعمل بشكل دائم على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز اعتماد حلول إدارة متكاملة للنفايات صديقة للبيئة عبر العديد من المبادرات والبرامج.
تحقيق رؤى القيادة بدعم التحول إلى اقتصاد مستقبلي مستدام.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء أن حكومة دولة الإمارات تكثف الجهود لتحقيق رؤى القيادة المستقبلية بتبني الآليات والمبادرات الداعمة للتحول إلى اقتصاد مستقبلي مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، مشيرا إلى أن مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360” التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تمثل عنصرا أساسيا في تحقيق هذه التوجهات، وقد أسهمت في إحداث تغيير إيجابي في رؤية الجهات الحكومية والخاصة في الدولة لأهمية تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة في تسريع الانتقال إلى الاقتصاد الدائري للمنتجات الاستهلاكية والإلكترونية.
وقال العلماء إن دولة الإمارات تمكنت من تطوير بنية تحتية متقدمة عبر توفير أدوات التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ما مكنها من المشاركة بفعالية في دعم الجهود والمبادرات الوطنية والعالمية لتسريع تبني الاقتصاد الدائري، ودعم أنماط الإنتاج والاستهلاك الكفيلة بالحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، ورفد منظومة الابتكار والاقتصاد المستقبلي.
الإمارات تعمل على تأسيس بنية تحتية مستدامة تضمن نمو القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
من جانبه، قال سعادة عبدالله بن طوق: ” تعكس شراكة الدولة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360″ التزام الإمارات بتوجه استراتيجي واضح تسعى من خلاله إلى تأسيس بنية تحتية مستدامة تضمن نمو القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتبني نهج مبتكر يسهم في انتقال متكامل وسلس من الاقتصادي الخطي إلى الاقتصاد الدائري بما يعود بالنفع المباشر على الإنسان والبيئة على حد سواء”.
وعن أهمية التعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أكد ابن طوق أن هذه الشراكة الاستراتيجية من شأنها تعزيز مخرجات مبادرة “تسريع الاقتصاد الدائري 360” الرامية إلى توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق اقتصاد دائري عالي الكفاءة، والاستفادة من منظومة “إنترنت الأشياء” ما يوفر إمكانات هائلة يمكن أن تؤدي إلى الحد من هدر الموارد، وإعادة تدويرها، واستدامة الإنتاج.
وأضاف ابن طوق أن المجلس يحرص على تعزيز وتطوير النظم البيئية الداعمة للابتكار بما يسمح بتحقيق أقصى استفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة خلال التحول نحو الاقتصادي الدائري، مشيرا إلى القدرات الهائلة التي تحظى بها هذه التقنيات لتسريع وتيرة عملية الانتقال اعتمادا على ما تقدمه من تطبيقات عديدة في المجالاتالرقمية والفيزيائية والبيولوجية.
كما يضم مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري سعادة رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي، وسعادة الدكتور سالم الكعبي، مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات، وسعادة المهندس داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي، وسعادة عبدالرحمن محمد النعيمي مدير عام دائرة البلدية والتخطيطفي بعجمان، وسعادة سيف الشرع وكيل مساعد وزارة التغير المناخي والبيئة لقطاع المجتمعات المستدامة، وليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، ودومينيك وراي، عضو مجلس الإدارة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيئة»، وإبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة في «ماجد الفطيم القابضة»، وباتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب.